إن مسالة وجود
نسب مرتفعة من العناصر
الثقيلة في اجسام أطفال
التوحد , تترافق والسلوك
التوحدي , ليست بالمسالة
الحديثة , ولقد جرى توجيه
الأنظار الى عنصر الرصاص
والتسمم بالرصاص وخاصة
من خلال التلوث الناجم
عن نواتج عوادم السيارات
في المناطق المكتظة او
حتى من خلال مياه الشرب
في بعض البلدان التي تستخدم
الشبكات التقليدية في
تمديدات مياه الشرب
لكن الموضوع الذي
يشغل الاذهان حاليا ويستوجب
الوقوف عنده ودراسته
بشكل جدي وموسع , هو التسمم
بالزئبق , فقد بينت الدراسات
التي اجريت على أطفال
التوحد الذين يعانون
من التسمم بالزئبق سواء
من خلال التعرض لأبخرة
الزئبق أو من خلال التسمم
الغذائي باملاح الزئبق
, في كل من الولايات المتحدة
الامريكية والمملكة المتحدة
وايرلنده واليابان , بينت
هذه الدراسات : وجود اعراض
مشتركة بين المصابين
بالتسمم الزئبقي وحالات
التوحد , مثل تراجع التواصل
الاجتماعي وتراجع التواصل
البصري والخلل في الجهاز
المناعي , بالاضافة الى
ضعف وتدهور التواصل اللغوي
, وهذا ما أدى الى توجيه
الآنظار نحو اطفال التوحد
واحتمالات التسمم الزئبقي
أظهرت الفحوصات
الاولية التي اجريت على
بعض اطفال التوحد من
خلال تحليل البول أو الشعر
, وجود سيرة تدل على وجود
تسمم زئبقي خلال مرحلة
أو اكثر من مراحل العمر
, ولكن ترى من اين ياتي الزئبق
لهؤلاء الاطفال ؟ وبدأت
دراسة السيرة الحياتية
والطبية لهؤلاء الاطفال
بشكل دقيق , وبدا الامر
يتوضح بشكل جلي , عندما
جرت مراجعة اللقاحات
التي تعطى للاطفال عموما
من اجل تحصينهم وتقوية
القدرة المناعية لديهم
.ونذكر هنا بعض المؤشرات
التي تتضمنتها الدراسات
التي جرت في هذا المجال
تفيد الدراسات بوجود
زيادات غير اعتيادية
في ظهور حالات التوحد
بين الاطفال في الولايات
المتحدة الامريكية بعد
عام مباشرة , اي بعد ادخال
اللقاح الثلاثي لاول
مرة 1980, في حين ان مثل هذه
الزيادة المفاجئة لم
تحدث في المملكة المتحدة
إلا بعد حوالي 10 سنوات , بسبب
تأخر تطبيق اللقاح الثلاثي
, وفي شهر كانون الثاني
( جنيوري ) من عام 2001 ظهرت
نشرة علمية نتيجة دراسة
أجراها عدد من المتخصصين ,
لتقييم اللقاحات التي
تعطى للاطفال وخاصة اللقاح
الثلاثي , واظهرت هذا الدراسة
ان عدد اللقاحات التي
تعطى للاطفال في المملكة
المتحدة زاد من 8 لقاحات
عام 1980
الى 22 لقاحا عام 2000
يتضمن اللقاح الثلاثي
نسبة من مركب ايثيل الزئبق
Ethyle Mercury
49,6%تقدر
بحوالي
موجودة ومستخدمة
كمادة حافظة للقاح
بينت دراسة اخرى
ان مقدار ما تعرض له طفل
واحد من التسمم الزئبقي
نتيجة اللقاحات خلال
يوم واحد تعدى 100 ضعف من الحد
المسموح به للتعرض للزئبق
في اليوم الواحد , وطبعا
هذا قاد الباحثين الى
محاولة ازالة التسمم
الزئبقي من اجسام اطفال
التوحد ودراسة اثر ذلك
على سلوكياتهم , و هذه العملية
معقدة ومجهدة
خلال مؤتمر إزالة
التسمم الزئبقي في اطفال
التوحد الذي عقد في في الولايات
المتحدة الامريكية
Texasمن ولاية
Dallasفي مدينة
في الفترة بين
9-11 من شهر فبراير لعام 2001 , وشارك
فيه 15 باحثا عدا عدد كبير
من المشاركين باوراق
مرسلة الى المؤتمر , كان
بين الباحثين في المؤتمر
7 من كبار الباحثين الذين
لديهم اطفال توحديين
وقد قام هؤلاء الباحثون
بازالة التسمم الزئبقي
من اطفالهم التوحديين
بانفسهم , لقد بينت كافة
الدراسات والمناقشات
ان ازالة التسمم الزئبقي
قد اعطى تقدما ملحوظا
في التواصل الاجتماعي
وتحسنا في الاتصال البصري
وبعض التطور اللغوي
راي شخصي
ان التعرض لدخول
كميات كبيرة من عنصر الزئبق
الى أجسام الاطفال بصورة
عامة نتيجة للقاحات او
من خلال مصادر أخرى قد
يكون بعضها طارئا دون
ملاجظة من الآخرين , ربما
كان محفزا لحدوث الخلل
والأذية الدماغية والعصبية
وهنا لابد ان يكون هناك
تفاوت في مدى وجود القابلية
لحدوث الخلل بين طفل وآخر
.